مصرع 50 شخصاً ونزوح 700 ألف جراء الفيضانات في الصومال

مصرع 50 شخصاً ونزوح 700 ألف جراء الفيضانات في الصومال

أودت الفيضانات العارمة في الصومال بحياة 50 شخصا، وأجبرت حوالي 700 ألف شخص على النزوح من ديارهم، وفق ما أعلن مسؤول حكومي، فيما يخشى من تفاقم الوضع جراء الأمطار الغزيرة المتوقعة، الثلاثاء.

وشهدت منطقة القرن الإفريقي أمطاراً غزيرة وفيضانات مفاجئة في الأسابيع الأخيرة، مرتبطة بظاهرة النينيو المناخية، ما تسبّب في مصرع العشرات ونزوح أعداد كبيرة من السكان، لا سيما في الصومال حيث دمرت الأمطار الغزيرة جسوراً وأغرقت مناطق سكنية، وفق كالة فرانس برس.

وقال رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في الصومال محمود معلم عبدالله في مؤتمر صحفي، الاثنين، إن "خمسين شخصا لقوا حتفهم في الكارثة، بينما اضطر 687235 شخصا إلى الفرار من ديارهم".

وحذر من أن "الأمطار المتوقعة بين 21 و24 نوفمبر قد تؤدي إلى المزيد من الفيضانات التي يمكن أن تتسبب في وفيات ودمار".

من جهته، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، السبت، بأنّ عدد النازحين بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات في الصومال "تضاعف تقريباً خلال أسبوع"، في حين تضرر ما مجموعه 1,7 مليون شخص من الكارثة.

وأضاف المكتب "كما تضررت الطرق والجسور ومدرجات المطارات في مناطق عدة، ما أثر على حركة الأشخاص والإمدادات وأدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية".

وقالت منظمة "سايف ذا شيلدرن" البريطانية غير الحكومية، الخميس، إن أكثر من 100 شخص، من بينهم 16 طفلا، لقوا حتفهم واضطرّ أكثر من 700 ألف شخص إلى ترك منازلهم في كينيا والصومال وإثيوبيا بسبب الفيضانات المفاجئة.

تعد منطقة القرن الإفريقي من بين الأكثر عرضة للتقلبات المناخية، كما تشهد ظواهر بيئية حادة بوتيرة كبيرة.

وتخرج المنطقة من أسوأ موجة جفاف شهدتها منذ 4 عقود، بعد عدة مواسم ممطرة خلفت ملايين المحتاجين وأودت بالمحاصيل والماشية.

وحذرت منظمات إنسانية من تردي الوضع داعية إلى تدخل عالمي عاجل، ويرتقب أن تستمر ظاهرة النينيو حتى أبريل على الأقل.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".


 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية